الموسيقى هي لون من ألوان التعبير الإنساني، فقد يتم التعبير فيها وبها عن خلجات القلب المتألم الحزين، وكذلك عن النفس المرحة المرتاحة.. وفي الموسيقى، قد يأتي المرء بشحنة من الانفعالات التي فيها ما فيها من الرموز التعبيرية المتناسقة.. في (مقاطع) معزوفة يحس بها مرهف الحس أو من كان (ذوّاقة).. ينفعل ويتفاعل سماعياً وجدانياً وفكرياً، يحس بها إحساساً عميقاً وينفعل به انفعالاً متجاوباً، مثله مثل أي من الكائنات الحية.
فالموسيقى وبخاصة الموسيقى الراقية والروحانية تساهمُ في علو الروح. ولكن الموسيقى ليست مجرد أنغام، بل هي وسيلة (تواصل) لالتقاء الذهن والروح عند الشخص الواحد، وهي أيضاً وسيلة فاعلة اجتماعية وتربوية تساهم في عمليات التفاهم وفي تنمية الحس الشخصي، وتعمل على إدخال البهجة على النفوس وفي تجميل العالم من حولنا، أو كما جاء في إحدى مقطوعات الفنانة اللبنانية الشهيرة فيروز:
أعطني الناي وغني.. فالغنا سر الوجود !
وكذلك كما صدحت السيدة أم كلثوم:
المغنى، حياة الروح يسمعه العليل يشفيه !
كما تساهم الموسيقى إسهاماً فعالاً في تبادل التآخي الثقافي الحضاري وتوثيق الصلات وتقوية عرى الصداقة والمودة وتسهيل التعاون والتقارب بين الناس على المستوى المحلي في البلد الواحد، وبين مختلف الشعوب على مستوى الكون. ولعله من الممكن لنا تكوين صورة أو فكرة عن أي بلد.. بوقوفنا على نوع ومستوى موسيقاه !
في هذا، أشار الكاتب المصري نزيه جرجس في محاضرة ألقاها في إمارة (أبو ظبي) أثناء مشاركته في احتفالياتها للموسيقى في 2004م، .. فأوصى بالاعتناء بالموسيقى وخاصة للأطفال، وذلك لمساعدتهم في عمليات توازنهم الوجداني، وفي دينامية تعاملهم مع الآخرين، فعبر ذلك الكاتب لجمهور تلك الاحتفالية الإماراتية عن أن أطفال بلده (مصر) محرومون عموماً من الموسيقى الهادئة وخاصة (الكلاسيكية) منها، سواء في المدارس أو في البيوت،.. ثم عرض تجربته عن إعداد قصة ومعها موسيقى على شريط (كاسيت)، وقال إنه وجد أن هكذا مشروع لاقى قبولاً (بل رواجاً) في أنحاء مصر، وأيضاً بين الجاليات العربية في الخارج (في أمريكا مثلاً).
الموسيقى ليست مجرد أنغام
عالم الموسيقى عالم غني ومتعدد الأبعاد، متنوع المردودات، فهو متشعب الزوايا، فيشمل عدداً من المفاهيم والقيم، ويتطلب الانضباط، وله العديد من المغازي. فبالموسيقى يمكن الأطفال بل عموم نوع الإنسان أن يتعلموا مساعدة الآخرين والتعاون معهم، وبها يسهل التعامل مع كائنات الطبيعة كالطيور والزهور وتنمية المحبة لهما، كما وبالموسيقى يمكن بنو الإنسان أن يتلذذوا (أكثر) بالمناظر الخلابة وبالبيئة الكونية من حولهم.
كان في مشروع نزيه جرجس أن قام ببناء منظومة موسيقية بطريقة خلاقة جاءت فيها أداة (الناي) ممثلة للقط، بينما مثلت (الطبول) الصيادين، واستعملهما وغيرهما من الأدوات الموسيقية في برنامج توعوي تثقيفي في موضوعات التربية البيئية. ثم قام ذلك المؤلف بعد ذلك بتحويل المقطوعات إلى رقصة (باليه) وأصدرها في عدة اسطوانات شائقة معتمدة على فقرات من التمثيل المفعم بالأنغام الشدية الساحرة، فأضحت بذلك وسيلة تعليمية.. وأيضاً أداة للتسلية إبان تدريب الأطفال والناشئين.
من فوائد الموسيقى
في تنشئة الدارسين
نصحت مؤسسة ألمانية باستعمال الموسيقى في مساعدة الدارسين على استذكار درسهم، وبينت أهمية الموسيقى الكلاسيكية وذات الإيقاع الهادئ بدءاً بما حول 10 ديسبيل إلى ما لا يتعدى الـ70 ديسيبيل في الدقيقة، بل ووجدوا أنه حتى بعض أنغام (الروك) تعد مثالية لاستذكار الأطفال دروسهم.
وركز الباحثون هنا على أهمية استشارة الأطفال حول الموسيقى التي يفضلونها. فهنا تساعد الموسيقى (وخاصة النوع الهادئ منها) على تنشيط المخ في جانبه الأيمن خاصة ، وعلى زيادة القدرات الذهنية. وفي حالة تشكك الآباء والأمهات في جدية والفكرة، فما عليهم إلا إجراء اختبارات تأثير الموسيقى على أطفالهم، ومن بعدها القيام بتحديد أي الأنواع منها بالذات ينفع معهم.. ويناسبهم.. وينسجمون معه.. ففي الموسيقى والغناء فوائد عظيمة في العلاج الصحي والنفسي.. وكذلك في التعليم العام.
كان لنا زميل أثناء الدراسة الجامعية في أمريكا يقوم بحل المسائل الرياضية المعقدة ضمن تحضيره دروسه اليومية، بينما هو يستمع إلى الموسيقى المسموعة، بل وأيضاً أثناء متابعته البرامج (المشاهدة) على التلفاز ! وبلغت أخباره وأخبار نبوغه الدراسي إلى مسامع مجلة تايم الأسبوعية، فأشادت بذلك الطالب في مقالة عن التعليم العالي وعن جامعة تكساس حيث كان ذلك الطالب (وهي جامعة كبرى يربو تعداد طلابها على الخمسين ألفاً، بما فيها حوالي العُشر من الطلبة الأجانب، وكان مستواها العلمي بين العشرة الأوائل في عدد التخصصات العلمية). تدرج ذلك الشاب السعودي فيما بعد تخرجه في مختلف المستويات الوظيفية حتى أصبح المسؤول الأول عن أكبر مؤسسة علمية تقنية في المملكة. (ولولا معرفتي الشخصية بحرصه على تحاشي المباهاة بقدراته العلمية وصفاته الشخصية لبينت اسمه هنا !).
ومن المعروف عند الكثير من الناس أثر الموسيقى على النباتات وانتعاشها وزيادة رونقها، وكذلك أثرها الواضح والمثبت على نفسانية الحيوان (مثل أثر النغمات الناعمة على البقر.. في إدرارها اللبن، كمّاً وجودة !).
كما أن للموسيقى أثرها البالغ في التعالج في المستشفيات والمصحات. لقد حدث مرة أن قابلت في إحدى سفراتي سيدة يابانية في إحدى صالات الانتظار في أحد المطارات، وأثناء محادثتي معها (كمحاولاتي التحدث مع اليابانيين حينما وكلما تتهيأ الفرص، لممارسة وتطبيق حصلتي من المفردات والتعبيرات اليابانية التي أحاول أن أنميها عندي كلما وحينما يمكنني ذلك).. فوجئت بأن هذه اليابانية (وهي طالبة في كلية الطب في باريس) كانت في طريقها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لتعمل متطوعة لمدة 9 شهور في مشفى خان يونس.. في مجال العلاج الطبي بالموسيقى !.
لقد كانت مفاجأة جداً سعيدة، وغريبة في أكثر من وجه ! فها هو العلاج بالموسيقى، وهو ما سمعت عنه لأول مرة وقتها، ثم إن هذه الإنسانة هي: 1 متطوعة، 2 امرأة، 3 من اليابان، 4 تشد الرحال إلى أبعد الأصقاع خارج بلادها بينما تحفها المخاطر والصعوبات، 5 جاءت راغبة في خدمة الفلسطينيين الأطفال والمسنين، 6 وفوق هذا وذاك.. جاءت لتخدم لمدة سنة دراسية كاملة.. بلا راتب ولا جزاء !
الموسيقى في عصورنا
المزدهرة (الذهبية)
هناك العديد من الإشارات إلى مجالات وممارسات الغناء والموسيقى في تاريخنا التليد. وفيما وراء استعمال (السمسمية) و(الربابة) و(الناي) عند البدو الرحل وخاصة حداة قوافل الإبل، وعند الرعاة في مرابض البادية حيث استعمال الراعي البوص أو الناي البسيط في فترة استراحاته الشخصية، وفي أثناء إراحته الحميمية لماشيته. ونجد أن هذه الأداة الموسيقية أو مثلها مشهورة عالمياً، ولا نعلم عن استثناء لاستعمالها في أصقاع العالم.. في تواريخ الأمم.. في أحقاب الماضي الإنساني.
كان الغناء، ومعه الموسيقى والحركات المموسقة، عنصراً أساسياً في الاحتفالات والكرنفالات والطقوس والمهرجانات، وفي مختلف الأسواق الموسمية.. وغير الموسمية. وغدت الموسيقى والغناء عنصرين عامين مهمين في المدن وفي التجمعات السكانية وبخاصة ما كان منها حول الأنهار ومناطق الخصب ومواقع الراحة والانتعاش في المجتمعات المتدينة.
هذا بالإضافة إلى ما تطور عبر العصور الإسلامية من الأهازيج والأناشيد.. مع الحركات المموسقة المتميزة المصاحبة.
وكمثال شهير لانتعاش الفنون الجميلة في تاريخنا، كان العصر (الذهبي) من الدولة العباسية، وبخاصة في عصر أمير المؤمنين الخليفة المأمون، فكان للغناء والموسيقى أثر كبير على العصر الزاهر. أشار الفنان (سامي عابدين) في كتابه الغناء في قصر الخليفة المأمون، وأثره على العصر العباسي في 10 فصول شملت الغناء العربي في عصر ما قبل الإسلام إلى عهد الدولة العباسية، حيث سلط الكاتب الضوء على المواقف الإيجابية جداً للخليفة المأمون تجاه الغناء والموسيقى، بل وبيَّن الكاتب ولع الخليفة بهما حتى آخر رمق في حياته، كما وذكر ندوات إسحاق الموصلي في ديوان قصر الخليفة.. وكذلك ندوات إبراهيم بن المهدي الغنائية في نفس القصر والعصر.
وفي العهد الحاضر، نسمع بين الفينة والأخرى عن فنان عالمي مسلم نبغ في الغرب أو أنه أوروبي أسلم. ومن هؤلاء: الفنان العالمي (سامي يوسف).. وهو مسلم بريطاني الجنسية من أصل أذربيجاني. يقول سامي إن هذا الفن كان قد عرفه قدماء ما قبل الإسلام، وأن المسلم بطبيعته (مثله مثل غيره) حساس وذواق لكل جميل، وقادر على التعبير الجيد والمؤثر. ويرى الفنان (سامي) أن (غربة) الفن الموسيقى العربي الشرقي في الوقت الحاضر كان سببه ضياع التراث الموسيقي العربي الذي لم يتسن للقائمين عليه وقتها أمثال الفارابي والكندي تدوينه ونقله للأجيال التالية.. مما ساهم في هدره وضياعه. ويرفض الفنان سامي عبارة وتسمية (الغناء الديني) قائلاً: إنما الغناء صنفان لا ثالث لهما: جيد ورديء.
الموسيقار العالمي المسلم (يوسف إسلام) المشهور عالمياً ب(كات ستيفنز) Cat Stevens
الفنان يوسف طبقت سمعته الآفاق، فهو موسيقار ذو درجة مرموقة، اسلم منذ سنين وازداد تعلقه بالموسيقى وعطاؤه الإبداعي فيها، حيث ان الغناء والموسيقى يحتلان حيزاً واسعاً من حياته، فيقول يوسف: UK,the Guardian Tuesday,March 29,2005: إن الموسيقى هي معشوقتي التي تمنحني الهواء الذي أستنشقه، وتمنحني الغذاء الذي يمكنني من التواصل والاتساق الروحاني مع نفسي. والموسيقى جزء أساس من العالم الفسيح. الفنان العظيم (يوسف إسلام) هو الآن سفير دولي متجول، ويخدم الإسلام بفاعلية، وهو (داعية) بالمجان.
ويوسف إسلام، ومثله الفنان الآخر (سامي يوسف) يمثلان النموذج اللامع في مجال الإبداع والعطاء لتخريج أجيال وأجيال من براعم بني الشرق الناهض.
الموسيقار السعودي
الواعد أنمار الرفاعي
نبغ الطالب (أنمار) وهو في سن السادسة عشرة حينما كان طالباً في الثانوية. حينذاك لم يكن يعرف حتى (عناصر) السلم الموسيقي، ولا حروف (النوتة الموسيقية)، ولكنه، وبعد حوالي السنتين من الدراسة الدائبة في أحد معاهد الموسيقى في مملكة البحرين، أخذ في بلوغ الامتياز والنبوغ، فأصبح أحسن شاب يتعاطى الموسيقى في طول الخليج وعرضه، حينما فاز على 45 متقدماً من زملائه وزميلاته في إحدى المسابقات التي عقدت في مدرسة (سانت كريستوفر) في البحرين (كانت السادسة من نوعها من المسابقات، وشارك فيها عدد من المتنافسين من قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة.. نال فيها أنمار الجائزة الذهبية.. ومعها أيضاً جائزة أخرى).
فالموسيقى وبخاصة الموسيقى الراقية والروحانية تساهمُ في علو الروح. ولكن الموسيقى ليست مجرد أنغام، بل هي وسيلة (تواصل) لالتقاء الذهن والروح عند الشخص الواحد، وهي أيضاً وسيلة فاعلة اجتماعية وتربوية تساهم في عمليات التفاهم وفي تنمية الحس الشخصي، وتعمل على إدخال البهجة على النفوس وفي تجميل العالم من حولنا، أو كما جاء في إحدى مقطوعات الفنانة اللبنانية الشهيرة فيروز:
أعطني الناي وغني.. فالغنا سر الوجود !
وكذلك كما صدحت السيدة أم كلثوم:
المغنى، حياة الروح يسمعه العليل يشفيه !
كما تساهم الموسيقى إسهاماً فعالاً في تبادل التآخي الثقافي الحضاري وتوثيق الصلات وتقوية عرى الصداقة والمودة وتسهيل التعاون والتقارب بين الناس على المستوى المحلي في البلد الواحد، وبين مختلف الشعوب على مستوى الكون. ولعله من الممكن لنا تكوين صورة أو فكرة عن أي بلد.. بوقوفنا على نوع ومستوى موسيقاه !
في هذا، أشار الكاتب المصري نزيه جرجس في محاضرة ألقاها في إمارة (أبو ظبي) أثناء مشاركته في احتفالياتها للموسيقى في 2004م، .. فأوصى بالاعتناء بالموسيقى وخاصة للأطفال، وذلك لمساعدتهم في عمليات توازنهم الوجداني، وفي دينامية تعاملهم مع الآخرين، فعبر ذلك الكاتب لجمهور تلك الاحتفالية الإماراتية عن أن أطفال بلده (مصر) محرومون عموماً من الموسيقى الهادئة وخاصة (الكلاسيكية) منها، سواء في المدارس أو في البيوت،.. ثم عرض تجربته عن إعداد قصة ومعها موسيقى على شريط (كاسيت)، وقال إنه وجد أن هكذا مشروع لاقى قبولاً (بل رواجاً) في أنحاء مصر، وأيضاً بين الجاليات العربية في الخارج (في أمريكا مثلاً).
الموسيقى ليست مجرد أنغام
عالم الموسيقى عالم غني ومتعدد الأبعاد، متنوع المردودات، فهو متشعب الزوايا، فيشمل عدداً من المفاهيم والقيم، ويتطلب الانضباط، وله العديد من المغازي. فبالموسيقى يمكن الأطفال بل عموم نوع الإنسان أن يتعلموا مساعدة الآخرين والتعاون معهم، وبها يسهل التعامل مع كائنات الطبيعة كالطيور والزهور وتنمية المحبة لهما، كما وبالموسيقى يمكن بنو الإنسان أن يتلذذوا (أكثر) بالمناظر الخلابة وبالبيئة الكونية من حولهم.
كان في مشروع نزيه جرجس أن قام ببناء منظومة موسيقية بطريقة خلاقة جاءت فيها أداة (الناي) ممثلة للقط، بينما مثلت (الطبول) الصيادين، واستعملهما وغيرهما من الأدوات الموسيقية في برنامج توعوي تثقيفي في موضوعات التربية البيئية. ثم قام ذلك المؤلف بعد ذلك بتحويل المقطوعات إلى رقصة (باليه) وأصدرها في عدة اسطوانات شائقة معتمدة على فقرات من التمثيل المفعم بالأنغام الشدية الساحرة، فأضحت بذلك وسيلة تعليمية.. وأيضاً أداة للتسلية إبان تدريب الأطفال والناشئين.
من فوائد الموسيقى
في تنشئة الدارسين
نصحت مؤسسة ألمانية باستعمال الموسيقى في مساعدة الدارسين على استذكار درسهم، وبينت أهمية الموسيقى الكلاسيكية وذات الإيقاع الهادئ بدءاً بما حول 10 ديسبيل إلى ما لا يتعدى الـ70 ديسيبيل في الدقيقة، بل ووجدوا أنه حتى بعض أنغام (الروك) تعد مثالية لاستذكار الأطفال دروسهم.
وركز الباحثون هنا على أهمية استشارة الأطفال حول الموسيقى التي يفضلونها. فهنا تساعد الموسيقى (وخاصة النوع الهادئ منها) على تنشيط المخ في جانبه الأيمن خاصة ، وعلى زيادة القدرات الذهنية. وفي حالة تشكك الآباء والأمهات في جدية والفكرة، فما عليهم إلا إجراء اختبارات تأثير الموسيقى على أطفالهم، ومن بعدها القيام بتحديد أي الأنواع منها بالذات ينفع معهم.. ويناسبهم.. وينسجمون معه.. ففي الموسيقى والغناء فوائد عظيمة في العلاج الصحي والنفسي.. وكذلك في التعليم العام.
كان لنا زميل أثناء الدراسة الجامعية في أمريكا يقوم بحل المسائل الرياضية المعقدة ضمن تحضيره دروسه اليومية، بينما هو يستمع إلى الموسيقى المسموعة، بل وأيضاً أثناء متابعته البرامج (المشاهدة) على التلفاز ! وبلغت أخباره وأخبار نبوغه الدراسي إلى مسامع مجلة تايم الأسبوعية، فأشادت بذلك الطالب في مقالة عن التعليم العالي وعن جامعة تكساس حيث كان ذلك الطالب (وهي جامعة كبرى يربو تعداد طلابها على الخمسين ألفاً، بما فيها حوالي العُشر من الطلبة الأجانب، وكان مستواها العلمي بين العشرة الأوائل في عدد التخصصات العلمية). تدرج ذلك الشاب السعودي فيما بعد تخرجه في مختلف المستويات الوظيفية حتى أصبح المسؤول الأول عن أكبر مؤسسة علمية تقنية في المملكة. (ولولا معرفتي الشخصية بحرصه على تحاشي المباهاة بقدراته العلمية وصفاته الشخصية لبينت اسمه هنا !).
ومن المعروف عند الكثير من الناس أثر الموسيقى على النباتات وانتعاشها وزيادة رونقها، وكذلك أثرها الواضح والمثبت على نفسانية الحيوان (مثل أثر النغمات الناعمة على البقر.. في إدرارها اللبن، كمّاً وجودة !).
كما أن للموسيقى أثرها البالغ في التعالج في المستشفيات والمصحات. لقد حدث مرة أن قابلت في إحدى سفراتي سيدة يابانية في إحدى صالات الانتظار في أحد المطارات، وأثناء محادثتي معها (كمحاولاتي التحدث مع اليابانيين حينما وكلما تتهيأ الفرص، لممارسة وتطبيق حصلتي من المفردات والتعبيرات اليابانية التي أحاول أن أنميها عندي كلما وحينما يمكنني ذلك).. فوجئت بأن هذه اليابانية (وهي طالبة في كلية الطب في باريس) كانت في طريقها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لتعمل متطوعة لمدة 9 شهور في مشفى خان يونس.. في مجال العلاج الطبي بالموسيقى !.
لقد كانت مفاجأة جداً سعيدة، وغريبة في أكثر من وجه ! فها هو العلاج بالموسيقى، وهو ما سمعت عنه لأول مرة وقتها، ثم إن هذه الإنسانة هي: 1 متطوعة، 2 امرأة، 3 من اليابان، 4 تشد الرحال إلى أبعد الأصقاع خارج بلادها بينما تحفها المخاطر والصعوبات، 5 جاءت راغبة في خدمة الفلسطينيين الأطفال والمسنين، 6 وفوق هذا وذاك.. جاءت لتخدم لمدة سنة دراسية كاملة.. بلا راتب ولا جزاء !
الموسيقى في عصورنا
المزدهرة (الذهبية)
هناك العديد من الإشارات إلى مجالات وممارسات الغناء والموسيقى في تاريخنا التليد. وفيما وراء استعمال (السمسمية) و(الربابة) و(الناي) عند البدو الرحل وخاصة حداة قوافل الإبل، وعند الرعاة في مرابض البادية حيث استعمال الراعي البوص أو الناي البسيط في فترة استراحاته الشخصية، وفي أثناء إراحته الحميمية لماشيته. ونجد أن هذه الأداة الموسيقية أو مثلها مشهورة عالمياً، ولا نعلم عن استثناء لاستعمالها في أصقاع العالم.. في تواريخ الأمم.. في أحقاب الماضي الإنساني.
كان الغناء، ومعه الموسيقى والحركات المموسقة، عنصراً أساسياً في الاحتفالات والكرنفالات والطقوس والمهرجانات، وفي مختلف الأسواق الموسمية.. وغير الموسمية. وغدت الموسيقى والغناء عنصرين عامين مهمين في المدن وفي التجمعات السكانية وبخاصة ما كان منها حول الأنهار ومناطق الخصب ومواقع الراحة والانتعاش في المجتمعات المتدينة.
هذا بالإضافة إلى ما تطور عبر العصور الإسلامية من الأهازيج والأناشيد.. مع الحركات المموسقة المتميزة المصاحبة.
وكمثال شهير لانتعاش الفنون الجميلة في تاريخنا، كان العصر (الذهبي) من الدولة العباسية، وبخاصة في عصر أمير المؤمنين الخليفة المأمون، فكان للغناء والموسيقى أثر كبير على العصر الزاهر. أشار الفنان (سامي عابدين) في كتابه الغناء في قصر الخليفة المأمون، وأثره على العصر العباسي في 10 فصول شملت الغناء العربي في عصر ما قبل الإسلام إلى عهد الدولة العباسية، حيث سلط الكاتب الضوء على المواقف الإيجابية جداً للخليفة المأمون تجاه الغناء والموسيقى، بل وبيَّن الكاتب ولع الخليفة بهما حتى آخر رمق في حياته، كما وذكر ندوات إسحاق الموصلي في ديوان قصر الخليفة.. وكذلك ندوات إبراهيم بن المهدي الغنائية في نفس القصر والعصر.
وفي العهد الحاضر، نسمع بين الفينة والأخرى عن فنان عالمي مسلم نبغ في الغرب أو أنه أوروبي أسلم. ومن هؤلاء: الفنان العالمي (سامي يوسف).. وهو مسلم بريطاني الجنسية من أصل أذربيجاني. يقول سامي إن هذا الفن كان قد عرفه قدماء ما قبل الإسلام، وأن المسلم بطبيعته (مثله مثل غيره) حساس وذواق لكل جميل، وقادر على التعبير الجيد والمؤثر. ويرى الفنان (سامي) أن (غربة) الفن الموسيقى العربي الشرقي في الوقت الحاضر كان سببه ضياع التراث الموسيقي العربي الذي لم يتسن للقائمين عليه وقتها أمثال الفارابي والكندي تدوينه ونقله للأجيال التالية.. مما ساهم في هدره وضياعه. ويرفض الفنان سامي عبارة وتسمية (الغناء الديني) قائلاً: إنما الغناء صنفان لا ثالث لهما: جيد ورديء.
الموسيقار العالمي المسلم (يوسف إسلام) المشهور عالمياً ب(كات ستيفنز) Cat Stevens
الفنان يوسف طبقت سمعته الآفاق، فهو موسيقار ذو درجة مرموقة، اسلم منذ سنين وازداد تعلقه بالموسيقى وعطاؤه الإبداعي فيها، حيث ان الغناء والموسيقى يحتلان حيزاً واسعاً من حياته، فيقول يوسف: UK,the Guardian Tuesday,March 29,2005: إن الموسيقى هي معشوقتي التي تمنحني الهواء الذي أستنشقه، وتمنحني الغذاء الذي يمكنني من التواصل والاتساق الروحاني مع نفسي. والموسيقى جزء أساس من العالم الفسيح. الفنان العظيم (يوسف إسلام) هو الآن سفير دولي متجول، ويخدم الإسلام بفاعلية، وهو (داعية) بالمجان.
ويوسف إسلام، ومثله الفنان الآخر (سامي يوسف) يمثلان النموذج اللامع في مجال الإبداع والعطاء لتخريج أجيال وأجيال من براعم بني الشرق الناهض.
الموسيقار السعودي
الواعد أنمار الرفاعي
نبغ الطالب (أنمار) وهو في سن السادسة عشرة حينما كان طالباً في الثانوية. حينذاك لم يكن يعرف حتى (عناصر) السلم الموسيقي، ولا حروف (النوتة الموسيقية)، ولكنه، وبعد حوالي السنتين من الدراسة الدائبة في أحد معاهد الموسيقى في مملكة البحرين، أخذ في بلوغ الامتياز والنبوغ، فأصبح أحسن شاب يتعاطى الموسيقى في طول الخليج وعرضه، حينما فاز على 45 متقدماً من زملائه وزميلاته في إحدى المسابقات التي عقدت في مدرسة (سانت كريستوفر) في البحرين (كانت السادسة من نوعها من المسابقات، وشارك فيها عدد من المتنافسين من قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة.. نال فيها أنمار الجائزة الذهبية.. ومعها أيضاً جائزة أخرى).
الأربعاء سبتمبر 07, 2011 5:07 am من طرف محمد جلول
» كلمات تدمع العين
الأحد سبتمبر 04, 2011 5:11 am من طرف محمد جلول
» الم وحزن من الفراق
الأحد سبتمبر 04, 2011 4:51 am من طرف محمد جلول
» إعراب كلمة فلسطين
الجمعة سبتمبر 02, 2011 1:21 pm من طرف jode
» أنور إمـــــــــــام شعر ولمحة بسيطة
الجمعة أغسطس 26, 2011 1:47 pm من طرف jode
» اسباب اعتداء الجن على مساكن الانس ودلائل تواجدها
الجمعة أغسطس 26, 2011 1:39 pm من طرف jode
» لست ادري هل أنا وحيييييد؟؟؟؟
الأربعاء أغسطس 24, 2011 8:13 am من طرف محمد جلول
» كيف يمكنك معرفة الساحر؟؟؟
الأربعاء أغسطس 24, 2011 8:10 am من طرف محمد جلول
» قصة حزينة بابيات شعرية مؤثرة
الإثنين أغسطس 22, 2011 8:34 am من طرف محمد جلول