مَرْعَى اللِّئام
هناك أناس فارغون من كل مضمون نافع ... هم مجرَّد خُشُب مُسنَّدَة ؛ يحسبون كلَّ صيحة عليهم نظروا إلى أنفسهم فرأوا منها - و فيها - فراغاً و غُثاءً ؛ مع العطالة و البطالة ...
ثم التفتوا حولهم فوجدوك مبدعاً في كل شيء ... كلامك إبداع ... صمتك إبداع ... رضاك إبداع ... غضبك إبداع ... ألسنةُ الناس تلهج بالثناء عليك في كل ما أنت به أنت ...
و هم ... لا ينالون في إجهاد أنفسهم إلا نظرات الشفقة على الغباء الذي خرج منهم ... فكلامهم غُثاء في غباء ... و التأفُّف هو الموقف منهم إن تكلموا ... و التذمُّر من آرائهم إذا ما أبدَوها ممن حولهم وجدوا ... فأمرضهم الحسد ... و قتلهم الحقد :
لله دَرُّ الحسدِ ما أعدَلَه - بدأ بصاحبه فقتله
فكلام هؤلاء الفارغين لا ينبغي أن يوهن من عزيمتك ... و لا أن يُضعف من همَّتك ... بل اجعله وقوداً للمزيد من تميزك ... و للإبداع من إبداعك .
و تذكَّرْ أنك لن تستطيع أن تمنع الألسنة من الكلام عنك بما يسوؤك ... و لو نجا من ذلك أحدٌ لنجا الأنبياء و الأولياء و الأئمة و الصالحون ... فدعهم و لِما وضعوا أنفسهم فيه : { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات : 12] ... فهم أكلة لحوم البشر ... هكذا وصفهم الله تعالى ... فهل بعد ذم الله تعالى لهم من ألم تشعر به من افتراءهم و حقدهم و غيبتهم لك ؟؟؟
و اعلمْ : أنه لولا شعورهم بوجود ما ميَّزك عنهم لما اغتابوك ... و لولا أنهم يستشعرون في أنفسهم العجزَ عن اللحاق بك لما بهتوك ... و لولا جبنهم لما سلكوا سبيل اللئام ...
و لو كانوا رجالاً لما انتظروا غيبتك ليوجِّهوا سهامهم إليك ...فإذا طعنت من الخلف فاعلم أنك في المقدمة
لو كانوا على الحق - و يريدون الحق - لواجهوك بما يرون أنه انحراف فيك أو خطأ .
فامضِ سبيلك ؛ و لا تلتفتْ لعُوائهم ... فهم أقلُّ من أن تشغل نفسك بهم ... و اقرأ معي ما نقله الإمام ابنُ عبد البَرِّ عن الصحابي الجليل عَدِيّ بن حاتمٍ ؛ أنه قال : " الغِيبَةُ مَرْعَى اللِّئَامِ " ... فدعْهم ... فوالله سيضعهم التاريخ في مزابل الأخلاق و سجلات الصغار ...
قال أبو عاصمٍ النَّبيلُ : " لا يَذْكُرُ في النَّاس ما يكرهُونَهُ إلا سِفْلَةٌ ؛ لا دينَ له " .ا.هـ.الآداب الشرعية لابن مفلح [ 1 / 6 ] ... هل رأيت ما حكم الأنقياء في هؤلاء اللئام ؟
و ليكن عزاؤك – مهما آلمك افتراؤهم – هذا الكلام الطيب من كليم الله تعالى موسى بن عمران ؛ الذي خبر الأمم و الشعوب و الحياة : فقد قال موسى - صلواتُ اللَّه عليه – في مناجاته للباري سبحانه : " يا ربِّ ؛ إنَّ النَّاس يقولونَ فيّ ما ليس فيّ " ؟ .
فأوحى اللَّهُ إليه : " يا موسى ؛ لم أَجْعَلْ ذلك لنفسي ؛ فكيفَ أجعلُهُ لك " ؟ .
و إليك ما يعيد إلى نفسك هدوءَها و سكينتَها ... و إلى هِمَّتك عزيمتَها و مَضَاءَها : قال عيسى - صلواتُ اللَّه عليه - : " لا يَحزُنْكَ قولُ النَّاس فيكَ ، فإنْ كان كاذباً كانتْ حسنةً لم تعمَلْها ، و إن كان صادقاً كانتْ سيِّئةً عُجِّلَتْ عقوبتُها " . ا . هـ . نفسه [ 1 / 9 ] .
أرأيتَ ؟؟؟ أنت رابحٌ على طول الخط ... فامضِ فليس ثمتَ ما يضيرك ، و تذكر قول الله تعالى : {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} [آل عمران : 111] . والحمد
لله رب العالمين
هناك أناس فارغون من كل مضمون نافع ... هم مجرَّد خُشُب مُسنَّدَة ؛ يحسبون كلَّ صيحة عليهم نظروا إلى أنفسهم فرأوا منها - و فيها - فراغاً و غُثاءً ؛ مع العطالة و البطالة ...
ثم التفتوا حولهم فوجدوك مبدعاً في كل شيء ... كلامك إبداع ... صمتك إبداع ... رضاك إبداع ... غضبك إبداع ... ألسنةُ الناس تلهج بالثناء عليك في كل ما أنت به أنت ...
و هم ... لا ينالون في إجهاد أنفسهم إلا نظرات الشفقة على الغباء الذي خرج منهم ... فكلامهم غُثاء في غباء ... و التأفُّف هو الموقف منهم إن تكلموا ... و التذمُّر من آرائهم إذا ما أبدَوها ممن حولهم وجدوا ... فأمرضهم الحسد ... و قتلهم الحقد :
لله دَرُّ الحسدِ ما أعدَلَه - بدأ بصاحبه فقتله
فكلام هؤلاء الفارغين لا ينبغي أن يوهن من عزيمتك ... و لا أن يُضعف من همَّتك ... بل اجعله وقوداً للمزيد من تميزك ... و للإبداع من إبداعك .
و تذكَّرْ أنك لن تستطيع أن تمنع الألسنة من الكلام عنك بما يسوؤك ... و لو نجا من ذلك أحدٌ لنجا الأنبياء و الأولياء و الأئمة و الصالحون ... فدعهم و لِما وضعوا أنفسهم فيه : { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات : 12] ... فهم أكلة لحوم البشر ... هكذا وصفهم الله تعالى ... فهل بعد ذم الله تعالى لهم من ألم تشعر به من افتراءهم و حقدهم و غيبتهم لك ؟؟؟
و اعلمْ : أنه لولا شعورهم بوجود ما ميَّزك عنهم لما اغتابوك ... و لولا أنهم يستشعرون في أنفسهم العجزَ عن اللحاق بك لما بهتوك ... و لولا جبنهم لما سلكوا سبيل اللئام ...
و لو كانوا رجالاً لما انتظروا غيبتك ليوجِّهوا سهامهم إليك ...فإذا طعنت من الخلف فاعلم أنك في المقدمة
لو كانوا على الحق - و يريدون الحق - لواجهوك بما يرون أنه انحراف فيك أو خطأ .
فامضِ سبيلك ؛ و لا تلتفتْ لعُوائهم ... فهم أقلُّ من أن تشغل نفسك بهم ... و اقرأ معي ما نقله الإمام ابنُ عبد البَرِّ عن الصحابي الجليل عَدِيّ بن حاتمٍ ؛ أنه قال : " الغِيبَةُ مَرْعَى اللِّئَامِ " ... فدعْهم ... فوالله سيضعهم التاريخ في مزابل الأخلاق و سجلات الصغار ...
قال أبو عاصمٍ النَّبيلُ : " لا يَذْكُرُ في النَّاس ما يكرهُونَهُ إلا سِفْلَةٌ ؛ لا دينَ له " .ا.هـ.الآداب الشرعية لابن مفلح [ 1 / 6 ] ... هل رأيت ما حكم الأنقياء في هؤلاء اللئام ؟
و ليكن عزاؤك – مهما آلمك افتراؤهم – هذا الكلام الطيب من كليم الله تعالى موسى بن عمران ؛ الذي خبر الأمم و الشعوب و الحياة : فقد قال موسى - صلواتُ اللَّه عليه – في مناجاته للباري سبحانه : " يا ربِّ ؛ إنَّ النَّاس يقولونَ فيّ ما ليس فيّ " ؟ .
فأوحى اللَّهُ إليه : " يا موسى ؛ لم أَجْعَلْ ذلك لنفسي ؛ فكيفَ أجعلُهُ لك " ؟ .
و إليك ما يعيد إلى نفسك هدوءَها و سكينتَها ... و إلى هِمَّتك عزيمتَها و مَضَاءَها : قال عيسى - صلواتُ اللَّه عليه - : " لا يَحزُنْكَ قولُ النَّاس فيكَ ، فإنْ كان كاذباً كانتْ حسنةً لم تعمَلْها ، و إن كان صادقاً كانتْ سيِّئةً عُجِّلَتْ عقوبتُها " . ا . هـ . نفسه [ 1 / 9 ] .
أرأيتَ ؟؟؟ أنت رابحٌ على طول الخط ... فامضِ فليس ثمتَ ما يضيرك ، و تذكر قول الله تعالى : {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} [آل عمران : 111] . والحمد
لله رب العالمين
الأربعاء سبتمبر 07, 2011 5:07 am من طرف محمد جلول
» كلمات تدمع العين
الأحد سبتمبر 04, 2011 5:11 am من طرف محمد جلول
» الم وحزن من الفراق
الأحد سبتمبر 04, 2011 4:51 am من طرف محمد جلول
» إعراب كلمة فلسطين
الجمعة سبتمبر 02, 2011 1:21 pm من طرف jode
» أنور إمـــــــــــام شعر ولمحة بسيطة
الجمعة أغسطس 26, 2011 1:47 pm من طرف jode
» اسباب اعتداء الجن على مساكن الانس ودلائل تواجدها
الجمعة أغسطس 26, 2011 1:39 pm من طرف jode
» لست ادري هل أنا وحيييييد؟؟؟؟
الأربعاء أغسطس 24, 2011 8:13 am من طرف محمد جلول
» كيف يمكنك معرفة الساحر؟؟؟
الأربعاء أغسطس 24, 2011 8:10 am من طرف محمد جلول
» قصة حزينة بابيات شعرية مؤثرة
الإثنين أغسطس 22, 2011 8:34 am من طرف محمد جلول