يقولون: مرّ العيد في حارتنا
وقلت: أنا لم أره مع أني شربت قهوة الصباح على شرفة المنزل، وراقبت الجارات وهنّ يشترين الخضار والفاكهة ويتأففن من الأسعار، معتقدات أنّ سبب هذا الغلاء ارتحال الضمير الحي إلى بلاد «لواق، لواق» حيث لا يوجد هناك حسيب ولا رقيب ولا دوريات تموين.
ويقولون: ربما كان العيد مسرعاً
قلت: ربما سرقه أحد الأثرياء الجدد حيث لم تعد الدولارات تقنعه ولا العقارات تشبعه فراح يبحث عن الأعياد ليسرقها ويحتكرها الى أوقات يرتفع فيها سعر العيد ويصير سعراً دولارياً واقتصادياً اكثر.
جارنا قال: إنه رأى العيد بأم عينه.
وجارتنا أقسمت على أنها أرسلت مئات الرسائل الالكترونية عبر هاتفها النقال لمعايدة الأصدقاء، وقالت إنها طريقة جديدة ورائعة تغنيك عن الثرثرة وهدر الكلام.. غير انّ هذا التبرير لم يقنعني إذ أخاف أن يستشري الصمت وينعدم الكلام وبالتالي يقترب الانسان من الحيوان اكثر باعتبار ان الفرق بين الاثنين يكون بالنطق والكلام والتعبير، ولكن لا بأس، حيث إن العيد الذي يأتي الآن غير العيد الذي كان يأتي سابقاً عندما كانت الامهات يقضين الليالي في صنع الحلوى وخياطة ثياب العيد وتحضير الاطعمة الدسمة والتقليدية. عيد هذه الأيام يأتي خجلاً أو كأنه متهمٌ بقضية ما، كأن يكون إرهابياً أو معادياً للسامية مثلاً، ويأتي مصنعاً فاقداً الكثير من الأصالة مع ذلك نشكو منه نحن النساء الموظفات ونقول: العيد يتعبنا.. كما أننا نتحسر على الوقت الذي نهدره في الولائم والعزائم والسهر ونستغرب كيف كانت جداتنا قادرات على استقبال العيد بحفاوة مختلفة وتكريم اكبر، هل افسدتنا الوظيفة؟
أم أفسدتنا الحياة العصرية الحديثة؟
ويقولون: العيد يكون في الحارات القديمة حيث الناس تعرف بعضها وتحترم بعضها ويكون لكل حارة تقاليدها التي لا تحيد عنها، بينما الحارات الحديثة ونظم البناء الجديد جعل من العيد ضيفاً غريباً او ضيفاً خاصاً يدخل البيت بعد الاستئذان والخوف يرعبه من الوجوه العابثة، والغاضبة. غير أن الغضب مبرر في هذا الزمن الذي يطفح بالحزن والحسرة وعدم الأمان لدرجة ان جارنا قال: العيد هرب خوفاً على حياته وعلى وجوده، وهو يحتاج الى حماية أمنية ومالية وهذه الامور لا تتوفر في كل البلدان اذ تحتاج الى حماية ورعاية من «قائد عظيم» يرخي فكه السفلي ويمط ذقنه لينزلق الكلام الرخو على ثيابه. وبما أن جارنا الغربي «قائد عظيم» اعترفت به أكبر دولة في العالم فلا بد انه سيحمي العيد من الاغتيال وقد يستدعي جيشاً دولياً لحمايته وربما لسرقته اذا كان قابلاً للبيع.
ولكن.. قالوا: العيد شرّق شرقاً، مشى على ضفاف دجلة واتجه الى بغداد والفلوجة والبصرة. رأى البيوت تبكي فبكى معها ثم غادر دون ان يترك عنواناً او علامة سوى علامات الحزن والأسى. لم يمرّ بالموصل، ولا زار الرمادي. تعب من النخيل المقتول وفزع من الرصاص الغادر. لكن اين ذهب العيد لا احد يدري. هل نعود ونسأل «القائد العظيم الذي صدرته أميركا؟» ربما يفيدنا بشيء من عظمته وعلمه؟
وأقول: لماذا ينهال علينا الأسى في لحظات الفرح؟ ولماذا لا يحلو تذكر الألم إلا على باب العيد؟ هل لأن العيد يشكل حلقة بين البداية والنهاية؟ أم لأننا نحتاج الى ان نبكي اكثر مما نحتاج الى الضحك؟ لا أدري كيف أعلل ذلك ولكن هذا سؤال تقليدي يتكرر على شاشات التلفزيون كل عام: ماذا يعني لك العيد؟
م أنيسة عبود
الأربعاء سبتمبر 07, 2011 5:07 am من طرف محمد جلول
» كلمات تدمع العين
الأحد سبتمبر 04, 2011 5:11 am من طرف محمد جلول
» الم وحزن من الفراق
الأحد سبتمبر 04, 2011 4:51 am من طرف محمد جلول
» إعراب كلمة فلسطين
الجمعة سبتمبر 02, 2011 1:21 pm من طرف jode
» أنور إمـــــــــــام شعر ولمحة بسيطة
الجمعة أغسطس 26, 2011 1:47 pm من طرف jode
» اسباب اعتداء الجن على مساكن الانس ودلائل تواجدها
الجمعة أغسطس 26, 2011 1:39 pm من طرف jode
» لست ادري هل أنا وحيييييد؟؟؟؟
الأربعاء أغسطس 24, 2011 8:13 am من طرف محمد جلول
» كيف يمكنك معرفة الساحر؟؟؟
الأربعاء أغسطس 24, 2011 8:10 am من طرف محمد جلول
» قصة حزينة بابيات شعرية مؤثرة
الإثنين أغسطس 22, 2011 8:34 am من طرف محمد جلول