مصفاة بانياس...............
تلوث بلا حدود.........
هناك قول شائع بان الانسان بدأ يعاني من امراض حضارية وهي من نتاج الانسان نفسه وهذا القول ينطبق على الواقع بدرجة كبيرة، فتلوث الهواء مثلا هو نتيجة مباشرة للتطور الحضاري للانسان وخصوصا التطور الصناعي،
ويسبب تزايد تلوث الهواء اعراضا مرضية مختلفة،والتي قد تحولت نسبيا ظاهرة و كارثة كبيرة, حيث وجد على سبيل المثال انه اذا ارتفعت نسبة احادي اوكسيد الكربون في الجو الى 80 جزءاً من مليون جزء فان قدرة الدورة الدموية للانسان على نقل الاوكسجين تنخفض بنسبة 15% وهذا يعني بشكل آخر خسارة جسم الانسان لما يعادل حوالي نصف لتر من الدم. ويمكن تقدير قيمة مثل هذه الاخطار التلوثية اذا ما علمنا بانه في بعض المدن وحيث يشتد ازدحام المواصلات بان نسبة احادي اوكسيد الكربون تصل الى 400 جزء من مليون جزء.
ويمكننا من مقارنة هذا الرقم مع سابقه معرفة مدى الخطر الكامن في الهواء الملوث وآثاره الخطيرة على الصحة العامة.. ويعد الاطفال والمسنون اكثر الناس عرضة للامراض المتعلقة بتلوث الهواء وقد لوحظ ان بعض الامراض كمرض ذات الرئة (Pneumonia) وانتفاخ الرئة (Emphysema) تتزايد بشكل كبير في مناطق التلوث الهوائي.
ويبدو ان الايام التي كان فيها الانسان يستمتع بمياه نقية وهواء عليل تسير في طريقها الى الزوال,
وكل هذا لاننا عندما حاولنا ان ننظر لظل الحضارة استخدمنا نظارة غير واضحة نسبيا ,
فوضعنا المصانع في غير مكانها المناسب ,وضعناها على ابواب المدن ووسطها فكانت السجانة لكل من حولها وكانت فضلاتها الموت البطيء للاحياء .
مدينة بانياس وجرعات التلوث الزائدة ,
مدينة بانياس التي لاتتجاوز مساحتها 30 كم محكوم عليها بالإعدام بيئياً, حيث تتوزع فيها منشآت اقتصادية ونفطية وكهر بائية وجميعها من النوع الضار بيئياً لأنها تنفث كميات كبيرة جداً من هباب الفحم وغيره........، حيث تتوزع شركات النفط (المصفاة وشركة نقل النفط ) ومحطة توليد كهرباء بانياس إضافة إلى الملوثات الأرضية المتمثلة بالمجاري ومخلفات تلك الشركات التي تسبب تلوّثاً للشواطئ والمياه.
شركة مصفاة بانياس.......... او كما تعرف باسم banias refinery company
هي إحدى شركات القطاع العام التابعة لوزارة النفط والثروة المعدنية في سوريا. أقيمت المصفاة بموجب العقد رقم /20/ لعامين 1974 .الموقع مع شركة اندستريال اكسبورت امبورت الرومانية .
غاية العقد: إقامة مصفاة لتكرير النفط الخام وإنتاج المشتقات النفطية بطاقة تكريرية سنوية مقدارها /6/ مليون طن متري (مفتاح باليد) شمال مدينة بانياس الساحل في محافظة طرطوس. وللعقد ملحقان:
الأول: برقم /15/ لعام 1974 غايته تأمين تغذية المصفاة بالمياه من نهر السن. < حتى المياه لم ترحم >
الثاني: برقم /2/ لعام 1976 غايته تغيير مزيج النفط الخام المقرر تكريره في المصفاة موضوع العقد رقم /20/ لإتاحة تكرير مزيج 50% سوري ثقيل و 50% سوري خفيف. - المدة الإجمالية لتنفيذ العقد 20 وملحقيه /43/ شهراً. -
بدأ العمل في إقامة مصفاة بانياس في شهر أيلول عام 1975. - بتاريخ 28/10/1979، بدأت أولى تجارب التشغيل الجزئية. وبلغ عدد أيام التشغيل التجريبي 19 يوماً خلال عام 1979 و 131 يوماً خلال عام 1980 وفي عام 1981
تم تشغيل المصفاة بشكل متكامل من أجل تجارب الضمانات. - في 21/3/1982 تم الاستلام المؤقت للمصفاة.
وبعد التحدث عن تاريخها,
يجب ان نشير هنا إلى أن نسبة التلوث في مدينة بانياس وحسب تقارير دولية وصلت إلى أكثر من 70% بالمئة وهي أكثر مدينة على ساحل البحر المتوسط تلوثاً، ومن هنا يمكن لنا أن نقدر حجم الكارثة البيئية التي تتعرض لها خصوصاً هذه المدينة الساحلية التي يفترض أن تكون سياحية وأثرية أيضاً, وكل ذلك انعكس بشكل أو بآخر على صحة المواطن عموماً في الساحل السوري فقد كثرت حالات الإصابة بالربو الصدري والأمراض التحسسية، والأخطر من ذلك انتشار وارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض الخبيثة كالسرطان والأمراض القلبية التي وصلت حدوداً كارثية،
وللإشارة فإن قرية واحدة في مدينة بانياس وهي "خربة سنا سل" لا يزيد عدد سكانها عن 600 نسمة يوجد فيها أكثر من 20 حالة مرض بأورام خبيثة وسرطانية، سببت وفاة العديد منهم جراء ارتفاع نسبة التلوث التي أكدها العديد من الأطباء في المنطقة. إن الأبحاث التي أجريت على القرى والبلدات المجاورة لشركة مصفاة بانياس ومنها على سبيل المثال قرى( الزوبة ـ بارما يا ـ العصيبة ـ خربة سنا سل ـ ابتلة سربيون ـ حريصون ـ دير البشر و بعمرائيل ) والتي تقع على ارتفاع من 50 إلى 300 متر عن مستوى المصفاة, أكدت على وجود تلوث كبير بالغازات السامة في تلك القرى بسبب "الهباب" المتصاعد من المداخن العالية, ولدى تحليل عينات من الحبوب التي توضع على أسطح المنازل في نفس المواقع من قبل مديرية صحة طرطوس تبين تلوثها بالمعادن الثقيلة وعلى رأسها( الرصاص والكادميوم والزئبق) بدرجات ليست قليلة والتي ما من شك أن أحداً يجهل تأثيراتها السامة على صحة الإنسان وحياته وكما قال عمال المصفاة: التلوث سبب لنا عجزاً صحياً بلغ 35 % ,
....................................
الحلول لمشكلة التلوث الهوائي
من السهل وضع الحلول النظرية لمشكلة التلوث ولكن من الصعب تطبيقها، فالتطور التكنولوجي يمكن ان يؤدي الى السيطرة على الغازات المحترقة وتخفيف اعباء المشكلة الا ان الحل الرئيسي يأتي من قدرة الانسان في السيطرة على وسائل الانتاج وخاصة الصناعية,فمثلا يمكن ان نضع مواد في فوهة انطلاق الغازات السامة تقضي بشكل جزئي على الغازات السامة,و ان ننقل هذه المعامل الى مكان بعيد عن المدينة ,او تقليل الانتاج
فكما تحملنا التلوث يجب ان نتحمل الضريبة المادية التي سندفعها لابعاد التلوث ,
فالحل الحقيقي هو خيار مطروح امام الانسان فاما ان يبدأ بتغيير سلوكه اليوم او ان يصبح ضحية من ضحايا التلوث غدا.......
تمت بعون الله
اعداد اختكم بالله البتول
الأربعاء سبتمبر 07, 2011 5:07 am من طرف محمد جلول
» كلمات تدمع العين
الأحد سبتمبر 04, 2011 5:11 am من طرف محمد جلول
» الم وحزن من الفراق
الأحد سبتمبر 04, 2011 4:51 am من طرف محمد جلول
» إعراب كلمة فلسطين
الجمعة سبتمبر 02, 2011 1:21 pm من طرف jode
» أنور إمـــــــــــام شعر ولمحة بسيطة
الجمعة أغسطس 26, 2011 1:47 pm من طرف jode
» اسباب اعتداء الجن على مساكن الانس ودلائل تواجدها
الجمعة أغسطس 26, 2011 1:39 pm من طرف jode
» لست ادري هل أنا وحيييييد؟؟؟؟
الأربعاء أغسطس 24, 2011 8:13 am من طرف محمد جلول
» كيف يمكنك معرفة الساحر؟؟؟
الأربعاء أغسطس 24, 2011 8:10 am من طرف محمد جلول
» قصة حزينة بابيات شعرية مؤثرة
الإثنين أغسطس 22, 2011 8:34 am من طرف محمد جلول